|
١٧ {هُوَ ٱلَّذِى يُرِيكُمْ ءايَـٰتِهِ} أي مصنوعاته التي تدل على وحدانيته وقدرته، والرزق هاهنا المطر، سمي رزقا لأنه سبب الأرزاق، ويتذكر بمعنى يتعظ. وينيب بمعنى يرجع إلى الطاعة. ثم أمر المؤمنين بتوحيده فقال {فَٱدْعُواْ ٱللّه مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ} أي موحدين. قوله تعالى: {رَفِيعُ ٱلدَّرَجَـٰتِ} قال ابن عباس: يعني رافع السموات. وحكى الماوردي عن بعض المفسرين قال: معناه عظيم الصفات. قوله تعالى: {ذُو ٱلْعَرْشِ} أي خالقه ومالكه. قوله تعالى: {يُلْقِى ٱلرُّوحَ} فيه خمسة أقوال. أحدها: أنه القرآن. والثاني: النبوة. والقولان: مرويان عن ابن عباس وبالأول قال ابن زيد. وبالثاني قال السدي. والثالث: الوحي قاله قتادة. وإنما سمي القرآن والوحي روحا لأن قوام الدين به، كما أن قوام البدن بالروح. والرابع: جبريل قاله الضحاك. والخامس: الرحمة حكاه إبراهيم الحربي. قوله تعالى: {مِنْ أَمْرِهِ} فيه ثلاثة أقوال. أحدها: من قضائه قاله ابن عباس. والثاني: بأمره قاله مقاتل. والثالث: من قوله ذكره الثعلبي. قوله تعالى: {عَلَىٰ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ} يعني الأنبياء. {لّيُنذِرَ} في المشار إليه قولان. أحدهما: أنه اللّه عز وجل. والثاني: النبي الذي يوحى إليه والمراد ب {يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ} يوم القيامة وأثبت ياء {التلاقي} في الحالين ابن كثير ويعقوب وأبو جعفر. وافقهما في الوصل. والباقون بغير ياء في الحالين، وفي سبب تسميته بذلك خمسة أقوال: أحدها: أنه يلتقي فيه أهل السماء والأرض، رواه يوسف بن مهران عن ابن عباس. والثاني: يلتقي فيه الأولون والآخرون روي عن ابن عباس أيضا. والثالث: يلتقي فيه الخلق والخالق قاله قتادو ومقاتل. والرابع: يلتقي المظلوم والظالم قاله ميمون بن مهران. والخامس: يلتقي المرء بعمله حكاه الثعلبي. قوله تعالى: {ٱلتَّلاَقِ يَوْمَ هُم بَـٰرِزُونَ} أي ظاهرون من قبورهم {لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللّه مِنْهُمْ شَىْء}. فإن قيل فهل يخفى عليه منهم اليوم شيء؟ فالجواب: أن لا، غير أن معنى الكلام التهديد بالجزاء، وللمفسرين فيه ثلاثة أقوال: أحدها: لا يخفى عليه مما عملوا شيء قاله ابن عباس. والثاني: لا يستترون منه بجبل ولا مدر قاله قتادة. والثالث: أن المعنى أبرزهم جميعا لأنه لا يخفى عليه منهم شيء، حكاه الماوردي. قوله تعالى: {لّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ} اتفقوا على أن هذا يقوله اللّه عز وجل بعد فناء الخلائق، واختلفوا في وقت قوله له على قولين: أحدهما: أنه يقوله عند فناء الخلائق إذا لم يبق مجيب، فيرد هو على نفسه فيقول {للّه ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} قاله الأكثرون. والثاني: أنه يقوله يوم القيامة. وفيمن يجيبه حينئذ قولان. أحدهما: أنه يجيب نفسه، وقد سكت الخلائق لقوله، قاله عطاء. والثاني: أن الخلائق كلهم يجيبونه فيقولون {للّه ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} قاله ابن جريج. |
﴿ ١٧ ﴾