٨

قوله تعالى: {تَنزِيلَ} قال الفراء: يجوز أن يرتفع تنزيل ب {حـم} ويجوز أن يرتفع بإضمار هذا وقال الزجاج: تنزيل مبتدأ وخبره كتاب فصلت آياته هذا مذهب البصريين و {قُرْءاناً} منصوب على الحال المعنى بينت آياته في حال جمعه {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} أي لمن يعلم.

قوله تعالى: {فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ} يعني أهل مكة {فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} تكبرا عنه {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِى أَكِنَّةٍ} أي في أغطية فلا نفقه قولك وقد سبق بيان الأكنة والوقر في [الأنعام/٢٥] ومعنى الكلام إنا في ترك القبول منك بمنزلة من لا يسمع ولا يفهم {وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ} أي حاجز في النحلة والدين. قال الأخفش: ومن هاهنا للتوكيد.

قوله تعالى: {فَٱعْمَلْ} فيه قولان.

أحدهما: اعمل في إبطال أمرنا إنا عاملون على إبطال أمرك.

والثاني: اعمل على دينك إنا عاملون على ديننا {قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ} أي لولا الوحي لما دعوتكم.

والرابع: لا يتصدقون ولا ينفقون في الطاعات قاله الضحاك ومقاتل.

والخامس: لا يعطون زكاة أموالهم قال ابن السائب كانوا يحجون ويعتمرون ولا يزكون.

قوله تعالى: {غَيْرُ مَمْنُونٍ} أي غير مقطوع ولا منقوص.

﴿ ٨