|
٣٦ قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمَّن دَعَا إِلَى ٱللّه} فيمن أريد بهذا ثلاثة أقوال: أحدها: أنهم المؤذنون. روى جابر بن عبد اللّه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: نزلت في المؤذنين، وهذا قول عائشة، ومجاهد، وعكرمة. والثاني: أنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دعا إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه، قاله ابن عباس، والسدي، وابن زيد. والثالث: أنه المؤمن أجاب اللّه إلى ما دعاه، ودعا الناس إلى ذلك {وَعَمِلَ صَـٰلِحَاً} في إجابته، قاله الحسن. وفي قوله: {وَعَمِلَ صَـٰلِحَاً} ثلاثة أقوال: أحدها: صلى ركعتين بعد الأذان، وهو قول عائشة، ومجاهد، وروى إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمَّن دَعَا إِلَى ٱللّه} قال: الأذان {وَعَمِلَ صَـٰلِحَاً} قال: الصلاة بين الأذان والإقامة. والثاني: أدى الفرائض وقام للّه بالحقوق، قاله عطاء. والثالث: صام وصلى، قاله عكرمة. قوله تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِى ٱلْحَسَنَةُ وَلاَ ٱلسَّيّئَةُ} قال الزجاج: لا زائدة مؤكدة والمعنى: ولا تستوي الحسنة والسيئة وللمفسرين. فيهما ثلاثة أقوال: أحدها: أن الحسنة: الإيمان، والسيئة: الشرك، قاله ابن عباس. والثاني: الحلم والفحش، قاله الضحاك. والثالث: النفور والصبر، حكاه الماوردي. قوله تعالى: {ٱدْفَعْ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ} وذلك كدفع الغضب بالصبر، والإساءة بالعفو، فإذا فعلت ذلك صار الذي بينك وبينه عداوة كالصديق القريب، وقال عطاء: هو السلام على من تعاديه إذا لقيته. قال المفسرون: وهذه الآية منسوخة بآية السيف. قوله تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا} أي: ما يعطاها. قال الزجاج:ما يلقى هذه الفعلة: وهي دفع السيئة بالحسنة {إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ} على كظم الغيظ {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظّ عَظِيمٍ} من الخير. وقال السدي: إلا ذو جد. وقال قتادة: الحظ العظيم: الجنة؛ فالمعنى: ما يلقاها إلا من وجبت له الجنة. قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ نَزْغٌ} قد فسرناه في [الأعراف/ ٢٠٠]. |
﴿ ٣٦ ﴾