|
٦ قوله تعالى: {حـم} قد سبق تفسيره [المؤمن]. قوله تعالى: {عسق} فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أنه قسم أقسم اللّه به، وهو من أسمائه، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. والثاني: أنه حروف من أسماء؛ ثم فيه خمسة أقوال: أحدها: أن العين علم اللّه، والسين سناؤه، والقاف قدرته، رواه عكرمة عن ابن عباس، وبه قال الحسن. والثاني: أن العين فيها عذاب، والسين فيها مسخ، والقاف فيها قذف، رواه أبو الجوزاء عن ابن عباس. والثالث: أن الحاء من حرب، والميم من تحويل ملك، والعين من عدو مقهور، والسين استئصال بسنين كسني يوسف، والقاف من قدرة اللّه في ملوك الأرض، قاله عطاء. والرابع: أن العين من عالم، والسين من قدوس، والقاف من قاهر، قاله سعيد بن جبير. والخامس: أن العين من العزيز، والسين من السلام، والقاف من القادر، قاله السدي. والثالث: أنه اسم من أسماء القرآن، قاله قتادة. قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُوحِى إِلَيْكَ} فيه أربعة أقوال: أحدها: أنه كما أوحيت حم عسق إلى كل نبي، كذلك نوحيها إليك، قاله أبو صالح عن ابن عباس. والثاني: كذلك نوحي إليك أخبار الغيب كما أوحينا إلى من قبلك، رواه عطاء عن ابن عباس. والثالث: أن حم عسق نزلت في أمر العذاب، فقيل: كذلك نوحي إليك أن العذاب نازل بمن كذبك كما أوحينا ذلك إلى من كان قبلك، قاله مقاتل. والرابع: أن المعنى هكذا نوحي إليك، قاله ابن جرير. وقرأ ابن كثير: {يُوحَى} بضم الياء وفتح الحاء كأنه إذا قيل: من يوحي؟ قيل: اللّه. وروى أبان عن عاصم: نوحي بالنون وكسر الحاء. {تَكَادُ * ٱلسَّمَـٰوَاتِ * يَتَفَطَّرْنَ} قرأ ابن كثير، وابن عامر،وحمزة: {تَكَادُ} بالتاء {يَتَفَطَّرْنَ} بياء وتاء مفتوحة وفتح الطاء وتشديدها. وقرأ نافع، والكسائي: {يَكَادُ} بالياء {يَتَفَطَّرْنَ} مثل قراءة ابن كثير. وقرأ أبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم: {تَكَادُ} بالتاء {ينفطرن} بالنون وكسر الطاء وتخفيفها، أي: يتشققن {يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ} أي: من فوق الأرضين من عظمة الرحمن. وقيل: من قول المشركين: اتخذ اللّه ولدا. ونظيرها التي في [مريم/ ٩٠]. {وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ} قال بعضهم: يصلون بأمر ربهم؛ وقال بعضهم: ينزهونه عما لا يجوز في صفته {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى ٱلاْرْضِ} فيه قولان. أحدهما: أنه أراد المؤمنين، قاله قتادة، والسدي. والثاني: أنهم كانوا يستغفرون للمؤمنين، فلما ابتلى هاروت وماروت استغفروا لمن في الأرض. ومعنى استغفارهم: سؤالهم الرزق لهم، قاله ابن السائب. وقد زعم قوم منهم مقاتل أن هذه الآية منسوخة بقوله: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ} [غافر/ ٧] وليس بشيء، لأنهم إنما يستغفرون للمؤمنين دون الكفار، فلفظ هذه الآية عام، ومعناها خاص، ويدل على التخصيص قوله: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ} [غافر/ ٧] لأن الكافر لا يستحق أن يستغفر له. قوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن * دُونِهِ أَوْلِيَاء} يعني كفار مكة اتخذوا آلهة فعبدوها من دونه {ٱللّه حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ} أي: حافظ لأعمالهم ليجازيهم بها {وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} أي: لم نوكلك بهم فتؤخذ بهم. وهذه الآية عند جمهور المفسرين منسوخة بآية السيف، ولا يصح. |
﴿ ٦ ﴾