١٦

قوله تعالى: {فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ} قال الفراء: المعنى، فالى ذلك، تقول: دعوت إلى فلان، ودعوت لفلان، وذلك بمعنى هذا، وللمفسرين قولان:

أحدهما: أنه القرآن، قاله ابن السائب.

والثاني: أنه التوحيد، قاله مقاتل.

قوله تعالى: ولا تتبع أهواءهم} يعني: أهل الكتاب لأنهم دعوه إلى دينهم.

قوله تعالى: {وَأُمِرْتُ لاِعْدِلَ بَيْنَكُمُ} قال بعض النحويين المعنى: أمرت كي أعدل. وقال غيره المعنى: أمرت بالعدل وتقع أمرت على أن وعلى كي وعلى اللام يقال أمرت أن أعدل وكي أعدل ولأعدل. ثم في ما أمر أن يعدل فيه قولان.

أحدهما: في الأحكام إذا ترافعوا إليه.

والثاني: في تبليغ الرسالة.

قوله تعالى: {ٱللّه رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} أي: هو آلهنا وإن اختلفنا، فهو يجازينا بأعمالنا فذلك قوله: {لَنَا أَعْمَـٰلُنَا} أي: جزاؤها.

{لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} قال مجاهد: لا خصومة بيننا وبينكم.

فصل وفي هذه الآية قولان:

أحدهما: أنها اقتضت الاقتصار على الإنذار، وذلك قبل القتال، ثم نزلت آية السيف فنسختها، قاله الأكثرون.

والثاني: أن معناها: إن الكلام بعد ظهور الحجج والبراهين قد سقط بيننا فعلى هذا هي محكمة حكاه شيخنا علي بن عبيد اللّه عن طائفة من المفسرين.

قوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِى ٱللّه} أي: يخاصمون في دينه. قال قتادة: هم اليهود قالوا كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم فنحن خير منكم. وعلى قول مجاهد هم المشركون طمعوا أن تعود الجاهلية.

قوله تعالى: {مِن بَعْدِ مَا ٱسَتُجِيبَ لَهُ} أي: من بعد إجابة الناس إلى الإسلام {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ} أي: خصومتهم باطلة.

﴿ ١٦