|
١٠ قوله تعالى: {حـم} قد تقدم بيانه [المؤمن]. {وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُبِينِ} قسم بالقرآن. {إِنَّا جَعَلْنَـٰهُ} قال سعيد بن جبير: أنزلناه. وما بعد هذا تقدم بيانه [النساء/ ٨٢] [يوسف/ ٢] إلى قوله: {وَأَنَّهُ} يعني القرآن {فِى أُمّ ٱلْكِتَـٰبِ} قال الزجاج: أي: في أصل الكتاب، وأصل كل شيء: أمه، والقرآن مثبت عند اللّه عز وجل في اللوح المحفوظ. قوله تعالى: {لَدَيْنَا} أي: عندنا {لَّعَلِى} أي: رفيع. وفي معنى الحكيم قولان: أحدهما: محكم، أي: ممنوع من الباطل، قاله مقاتل. والثاني: حاكم لأهل الإيمان بالجنة ولأهل الكفر بالنار ذكره أبو سليمان الدمشقي. والمعنى: إن كذبتم به يا أهل مكة فانه عندنا شريف عظيم المحل. قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذّكْرَ صَفْحاً} قال ابن قتيبة: أي: نمسك عنكم فلا نذكركم صفحا أي إعراضا. يقال: صفحت عن فلان إذا أعرضت عنه والأصل في ذلك أن توليه صفحة عنقك، قال كثير يصف امرأة: صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة فمن مل منها ذلك الوصل ملت أي: معرضة بوجهها، يقال: ضربت عن فلان كذا إذا أمسكته وأضربت عنه {إِن كُنتُمْ} قرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: {أن كنتم} بالنصب أي: لأن كنتم قوما مسرفين. وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي: {إِن كُنتُمْ} بكسر الهمزة، قال الزجاج: وهذا على معنى الاستقبال أي إن تكونوا مسرفين نضرب عنكم الذكر. وفي المراد بالذكر قولان: أحدهما: أنه ذكر العذاب فالمعنى: أفنمسك عن عذابكم ونترككم على كفركم وهذا معنى قول ابن عباس ومجاهد، والسدي. والثاني: أنه القرآن فالمعنى: أفنمسك عن إنزال القرآن من أجل أنكم لا تؤمنون به، وهو معنى قول قتادة وابن زيد. وقال قتادة: مسرفين بمعنى مشركين. ثم أعلم نبيه أني قد بعثت رسلا فكذبوا فأهلكت المكذبين بالآيات التي تلي هذه. قوله تعالى: {أَشَدُّ مِنْهُم} أي: من قريش {بَطْشاً} أي: قوة {وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلاْوَّلِينَ} أي: سبق وصف عقابهم فيما أنزل عليك وقيل: سبق تشبيه حال أولئك بهؤلاء في التكذيب، فستقع المشابهة بينهم في الإهلاك. ثم أخبر عن جهلهم حين أقروا بأنه خالق السموات والأرض ثم عبدوا غيره بالآية التي تلي هذه، ثم التي تليها مفسرة في [طه/ ٥٣] إلى قوله: {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} أي: لكي تهتدوا في أسفاركم إلى مقاصدكم. |
﴿ ١٠ ﴾