|
٨ قوله تعالى: {مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ} يعني الأصنام {وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَـٰفِلُونَ} لأنها جماد لا تسمع، فإذا قامت القيامة صارت الآلهة أعداء لعابديها في الدنيا. ثم ذكر بما بعد هذا أنهم يسمون القرآن سحرا وأن محمدا افتراه. قوله تعالى: {فَلاَ تَمْلِكُونَ لِى مِنَ ٱللّه شَيْئاً} أي: لا تقدرون على أن تردوا عني عذابه؛ أي: فكيف أفتري من أجلكم وأنتم لا تقدرون على دفع عذابه عني {هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ} أي: بما تقولون في القرآن وتخوضون فيه من التكذيب والقول بأنه سحر {كَفَىٰ بِهِ شَهِيداً بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ} أن القرآن جاء من عند اللّه {وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} في تأخير العذاب عنكم. وقال الزجاج: إنما ذكر هاهنا الغفران والرحمة ليعلمهم أن من أتى ما أتيتم ثم تاب فإن اللّه تعالى غفور له رحيم به. |
﴿ ٨ ﴾