| ١٤ قوله تعالى: {سَيَقُولُ لَكَ ٱلْمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلاْعْرَابِ} قال ابن إسحاق: لما أراد العمرة استنفر من حول المدينة من أهل البوادي والأعراب ليخرجوا معه خوفا من قومه أن يعرضوا له بحرب أو بصد، فتثاقل عنه كثير منهم فهم الذين عنى اللّه بقوله {سَيَقُولُ لَكَ ٱلْمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلاْعْرَابِ} قال أبو صالح عن ابن عباس: وهم غفار ومزينة وجهينة وأشجع والديل وأسلم. قال يونس النحوي: الديل في عبد القيس ساكن الياء، والدول من حنيفة ساكن الواو، والدئل في كنانة رهط أبي الأسود الدؤلي، فأما المخلفون فإنهم تخلفوا مخافة القتل {شَغَلَتْنَا أَمْوٰلُنَا وَأَهْلُونَا} أي: خفنا عليهم الضيعة {فَٱسْتَغْفِرْ لَنَا} أي: ادع اللّه أن يغفر لنا تخلفنا عنك {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ} أي: ما يبالون استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم. قوله تعالى: {فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مّنَ ٱللّه شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: {ضَرّا} بضم الضاد والباقون بالفتح. قال أبو علي: الضر بالفتح خلاف النفع وبالضم سوء الحال ويجوز أن يكونا لغتين كالفقر والفقر. وذلك أنهم ظنوا أن تخلفهم يدفع عنهم الضر ويعجل لهم النفع بسلامة أنفسهم وأموالهم فأخبرهم اللّه تعالى أنه إن أراد بهم شيئا لم يقدر أحد على دفعه عنهم {بَلْ كَانَ ٱللّه بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} من تخلفهم وقولهم عن المسلمين أنهم سيهلكون وذلك قوله:{بَلْ ظَنَنْتُمْ} أي: توهمتم {أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ} أي: لا يرجعون إلى المدينة، لاستئصال العدو إياهم، {وَزُيّنَ ذَلِكَ فِى قُلُوبِكُمْ} وذلك من تزيين الشيطان. قوله تعالى: {وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً} قد ذكرناه في [الفرقان/ ١٨]. | 
﴿ ١٤ ﴾