٨

قول تعالى: {إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ} نزلت في الوليد بن عقبة بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى بني المصطلق ليقبض صدقاتهم، وقد كانت بينه وبينهم عداوة في الجاهلية فسار بعض الطريق ثم خاف فرجع فقال: إنهم قد منعوا الصدقة وأرادوا قتلي فصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم البعث إليهم، فنزلت هذه الآية. وقد ذكرت القصد في كتاب المغني وفي الحدائق مستوفاة وذكرت معنى {فَتَبَيَّنُواْ} في سورة [النساء/٩٤] والنبأ: الخبر وأن بمعنى لئلا والجهالة هاهنا أن يجهل حال القوم {فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ} من إصابتهم بالخطأ {نَـٰدِمِينَ}. ثم خوفهم فقال: {وَٱعْلَمُواْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللّه} أي إن كذبتموه أخبره اللّه فافتضحتم ثم قال {لَوْ يُطِيعُكُمْ فِى كَثِيرٍ مّنَ ٱلاْمْرِ} أي مما تخبرونه فيه بالباطل {لَعَنِتُّمْ} أي لوقعتم في عنت قال ابن قتيبة: وهو الضرر والفساد. وقال غيره: هو الإثم والهلاك وذلك أن المسلمين لم سمعوا أن أولئك القوم قد كفروا قالوا: ابعث إليهم يا رسول اللّه واغزهم واقتلهم، ثم خاطب المؤمنين فقال {وَلَـٰكِنَّ ٱللّه حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلاْيمَـٰنَ}إلى قوله {وَٱلْعِصْيَانَ} ثم عاد إلى الخبر عنهم فقال {أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلرشِدُونَ} أي المهتدون إلى محاسن الأمور {فَضْلاً مّنَ ٱللّه} قال الزجاج: المعنى: ففعل بكم ذلك فضلا أي للفضل والنعمة.

﴿ ٨