|
٨ {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} قال الزجاج: هذا وقف التمام، و{يَوْمٍ} منصوب بقوله: «يخرجون من الأجداث» وقال مقاتل: فتول عنهم إلى يوم {يَدْعُ ٱلدَّاعِىَ} أثبت هذه الياء في الحالين يعقوب؛ وافقه أبو جعفر، وأبو عمرو في الوصل، وحذفها الأكثرون في الحالين. و«الداعي»: إسرافيل ينفخ النفخة الثانية {إِلَىٰ شَىْء نُّكُرٍ} وقرأ ابن كثير: «نكر» خفيفة؛ أي: إلى أمر فظيع. وقال مقاتل: «النكر» بمعنى المنكر، وهو القيامة، وإنما ينكرونه إعظاما له. والتولي المذكور في الآية منسوخ عند المفسرين بآية السيف. قوله تعالى: {خُشَّعاً أَبْصَـٰرُهُمْ} قرأ أهل الحجاز، وابن عامر، وعاصم: «خشعا» بضم الخاء وتشديد الشين من غير ألف. وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي: «خاشعا» بفتح الخاء وألف بعدها وتخفيف الشين. قال الزجاج: المعنى: يخرجون خشعا، و«خاشعا» منصوب على الحال، وقرأ ابن مسعود: «خاشعة»؛ ولك في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد والتأنيث والجمع؛ تقول: مررت بشبان حسن أوجههم، وحسان أوجههم، وحسنة أوجههم، قال الشاعر: وشباب حسن أوجههم من إياد بن نزار بن معد قال المفسرون: والمعنى أن أبصارهم ذليلة خاضعة عند رؤية العذاب. والأجداث: القبور، وإنما شبههم بالجراد المنتشر، لأن الجراد لا جهة له يقصدها، فهو أبدا مختلف بعضه في بعض، فهم يخرجون فزعين ليس لأحد منهم جهة يقصدها. والداعي: إسرافيل وقد أثبت ياء «الداعي» في الحالين ابن كثير، ويعقوب؛ تابعهما في الوصل نافع، وأبو عمرو؛ والباقون بحذفها في الحالين. وقد بينا معنى «مهطعين» في سورة [إبراهيم: ٤٣] والعسر: الصعب الشديد. |
﴿ ٨ ﴾