٦ قوله تعالى: {سَبَّحَ للّه مَا فِى * ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلاْرْضَ} أما تسبيح ما يعقل، فمعلوم، وتسبيح ما لا يعقل، قد ذكرنا معناه في قوله تعالى: {وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ} [الإسراء: ٤٤]. قوله تعالى: {هُوَ ٱلاْوَّلُ} قال أبو سليمان الخطابي: هو السابق للأشياء {وَٱلاْخِرُ} الباقي بعد فناء الخلق {وَٱلظَّـٰهِرُ} بحججه الباهرة، وبراهينه النيرة، وشواهده الدالة على صحة وحدانيته. ويكون: الظاهر فوق كل شيء بقدرته. وقد يكون الظهور بمعنى العلو، ويكون بمعنى الغلبة. والباطن: هو المحتجب عن أبصار الخلق الذي لا يستولي عليه توهم الكيفية. وقد يكون معنى الظهور والبطون: احتجابه عن أبصار الناظرين، وتجليه لبصائر المتفكرين. ويكون معناه: العالم بما ظهر من الأمور، والمطلع على ما بطن من الغيوب {هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ * ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلاْرْضَ} مفسر في {ٱلاْعْرَافِ} إلى قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا يَلْجُ فِى ٱلاْرْضِ} وهو مفسر في {سَبَإٍ} إلى قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ * أَيْنَمَا كُنتُمْ} أي: بعلمه وقدرته. وما بعده ظاهر إلى قوله تعالى: {بِٱللّه وَرَسُولِهِ ثُمَّ} قال المفسرون: هذا الخطاب لكفار قريش {وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} يعني: المال الذي كان بأيدي غيرهم، فأهلكهم اللّه، وأعطى قريشا ذلك المال، فكانوا فيه خلفاء من مضى. |
﴿ ٦ ﴾