١٥

قوله تعالى: {يَسْعَىٰ نُورُهُم}

قال المفسرون: يضيء لهم نور عملهم على الصراط على قدر أعمالهم. قال ابن مسعود: منهم من نوره مثل الجبل، وأدناهم نورا نوره على إبهامه يطفىء مرة، ويتقد أخرى.

وفي قوله تعالى: {وَبِأَيْمَـٰنِهِم} قولان:

أحدهما: أنه كتبهم يعطونها بأيمانهم، قاله الضحاك.

والثاني: أنه نورهم يسعى، أي: يمضي بين أيديهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم. والباء بمعنى: «في». و«في» بمعنى «عن» هذا قول الفراء.

قوله تعالى: {بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ} هذا قول الملائكة لهم.

قوله تعالى: {ٱنظُرُونَا نَقْتَبِسْ} وقرأ حمزة: «أنظرونا» بقطع الهمزة، وفتحها، وكسر الظاء.

قال المفسرون: يغشى الناس يوم القيامة ظلمة شديدة، فيعطى المؤمنون النور، فيمشي المنافقون في نور المؤمنين، فإذا سبقهم المؤمنون قالوا: انظرونا نقتبس من نوركم

{قِيلَ ٱرْجِعُواْ وَرَاءكُمْ} في القائل قولان:

أحدهما: أنهم المؤمنون، قاله ابن عباس.

والثاني: الملائكة، قاله مقاتل.

وفي معنى الكلام ثلاثة أقوال:

أحدها: ارجعوا إلى المكان الذي قبستم فيه النور، فيرجعون، فلا يرون شيئا.

والثاني: ارجعوا فاعملوا عملا يجعله اللّه لكم نورا.

والثالث: أن المعنى: لا نور لكم عندنا {فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ} قال ابن عباس:هو الأعراف، وهو سور بين الجنة والنار {بَاطِنُهُ فِيهِ ٱلرَّحْمَةُ} وهي: الجنة {وَظَـٰهِرُهُ} يعني: من وراء السور {مِن قِبَلِهِ ٱلْعَذَابُ} وهو جهنم. وقد ذهب قوم إلى أن هذا السور يكون ببيت المقدس في مكان السور الشرقي بين الوادي الذي يسمى: وادي جهنم، وبين الباب الذي يسمى: باب الرحمة، وإلى نحو هذا ذهب عبادة بن الصامت، وعبد اللّه بن عمرو، وكعب.

قوله تعالى: {يُنَـٰدُونَهُمْ} أي: ينادي المنافقون المؤمنين من وراء السور: {أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ} أي: على دينكم نصلي بصلاتكم، ونغزو معكم؟ٰ فيقول لهم المؤمنون: {بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ} قال الزجاج: استعملتموها في الفتنة. وقال غيره: آثمتموها بالنفاق

{وَتَرَبَّصْتُمْ} فيه قولان:

أحدهما: تربصتم بالتوبة.

والثاني: تربصتم بمحمد الموت، وقلتم: يوشك أن يموت فنستريح {وَٱرْتَبْتُمْ} شككتم في الحق {وَغرَّتْكُمُ ٱلاْمَانِىُّ} يعني: ما كانوا يتمنون من نزول الدوائر

{بِٱلْمُؤْمِنِينَ حَتَّىٰ جَاء أَمْرُ ٱللّه} وفيه قولان:

أحدهما: أنه الموت.

والثاني: إلقاؤهم في النار {وَغَرَّكُم بِٱللّه ٱلْغَرُورُ} أي: غركم الشطيان بحكم اللّه وإمهاله {فَٱلْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ} وقرأ أبو جعفر، وابن عامر، ويعقوب «لا تؤخذ» بالتاء، أي: بدل وعوض عن عذابكم. وهذا خطاب للمنافقين، ولهذا قال تعالى: {وَلاَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ}.

﴿ ١٥