١٩

قوله تعالى: {إِنَّ ٱلْمُصَّدّقِينَ وَٱلْمُصَّدّقَـٰتِ} قرأ ابن كثير، وعاصم إلا حفصا بتخفيف الصاد فيهما على معنى التصديق وقرأ الباقون، بالتشديد على معنى الصدقة.

قوله تعالى: {أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلصّدّيقُونَ وَٱلشُّهَدَاء عِندَ رَبّهِمْ}

اختلفوا في نظم الآية على قولين.

أحدهما: أن تمام الكلام عند قوله تعالى: {أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلصّدّيقُونَ} ثم ابتدأ فقال تعالى: {وَٱلشُّهَدَاء عِندَ رَبّهِمْ} هذا قول ابن عباس، ومسروق، والفراء في آخرين.

والثاني: أنها على نظمها. والواو في «والشهداء» واو النسق.

ثم في معناها قولان:

أحدهما: أن كل مؤمن صديق شهيد، قاله ابن مسعود، ومجاهد.

والثاني: أنها نزلت في قوم مخصوصين، وهم ثمانية نفر سبقوا إلى الإسلام، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وحمزة بن عبد المطلب، وطلحة، والزبير، وسعد، وزيد، قاله الضحاك.

وفي الشهداء قولان:

أحدهما: أنه جمع شاهد. ثم فيهم قولان.

أحدهما: أنهم الأنبياء خاصة، قاله ابن عباس.

والثاني: أنهم الشاهدون عند ربهم على أنفسهم بالإيمان للّه، قاله مجاهد.

والقول الثاني: أنه جمع شهيد، قاله الضحاك، ومقاتل.

﴿ ١٩