|
٢١ قوله تعالى: {ٱعْلَمُواْ أَنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا} يعني: الحياة في هذه الدار {لَعِبٌ وَلَهْوٌ} أي: غرور ينقضي عن قليل. وذهب بعض المفسرين إلى أن المشار بهذا إلى حال الكافر في دنياه، لأن حياته تنقضي على لهو ولعب وتزين الدنيا، ويفاخر قرناءه وجيرانه، ويكاثرهم بالأموال والأولاد، فيجمع من غير حله، ويتطاول على أولياء اللّه بماله، وخدمه، وولده، فيفنى عمره في هذه الأشياء، ولا يتلفت إلى العمل للآخرة. ثم بين لهذه الحياة شبها، فقال: {كَمَثَلِ غَيْثٍ} يعني: مطرا {أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ} وهم الزراع، وسموا كفارا، لأن الزارع إذا ألقى البذر في الأرض كفره، أي: غطاه {نَبَاتُهُ} أي: ما نبت من ذلك الغيث {ثُمَّ يَهِـيجُ} أي: ييبس {فَـتَرَاهُ مُصْفَـرّاً} بعد خضرته وريه {ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً} أي: ينحطم، وينكسر بعد يبسه. وشرح هذا المثل قد تقدم في «يونس» عند قوله تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا} [آية:٢٤] وفي «الكهف» عند قوله تعالى: {وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا} [آية:٤٥]. قوله تعالى: {وَفِى ٱلاْخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ} أي: لأعداء اللّه {وَمَغْفِرَةٌ مّنَ ٱللّه وَرِضْوٰنٌ} لأوليائه وأهل طاعته. وما بعد هذا مذكور في [آل عمران:١٨٥] إلى قوله: {ذٰلِكَ فَضْلُ ٱللّه} فبين أنه لا يدخل الجنة أحد إلا بفضل اللّه. |
﴿ ٢١ ﴾