١٣

قوله تعالى: {إِذَا نَـٰجَيْتُمُ ٱلرَّسُولَ} في سبب نزولها قولان:

أحدهما: أن الناس سألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى شقوا عليه، فأراد اللّه أن يخفف عن نبيه، فأنزل هذه الآية قاله ابن عباس.

والثاني: أنها نزلت في الأغنياء، وذلك أنهم كانوا يكثرون مناجاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ويغلبون الفقراء على المجالس، حتى كره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذلك، فنزلت هذه الآية، فأما أهل العسرة فلم يجدوا شيئا، وأما أهل الميسرة فبخلوا، واشتد ذلك على أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فنزلت الرخصة قاله مقاتل بن حيان، وإلى نحوه ذهب مقاتل بن سليمان، إلا أنه قال: فقدر الفقراء حينئذ على مناجاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولم يقدم أحد من أهل الميسرة صدقة غير علي بن أبي طالب.

وروى مجاهد عن علي رضي اللّه عنه قال: آية في كتاب اللّه لم يعمل بها أحد قبلي، ولن يعمل بها أحد بعدي، آية النجوى. كان لي دينار، فبعته بعشرة دراهم، فكلما أردت أن أناجي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قدمت درهما، فنسختها الآية الأخرى {أَن تُقَدّمُواْ بَيْنَ} الآية.

قوله تعالى: {ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ} أي: تقديم الصدقة على المناجاة خير لكم، لما فيه من طاعة اللّه، وأطهر لذنوبكم

{فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ} يعني: الفقراء {فَإِنَّ ٱللّه غَفُورٌ رَّحِيمٌ} إذ عفا عمن لا يجد.

قوله تعالى: {أَءشْفَقْتُمْ} أي: خفتم بالصدقة الفاقة

{وَتَابَ ٱللّه عَلَيْكُمْ} أي: فتجاوز عنكم، وخفف بنسخ إيجاب الصدقة. قال مقاتل بن حيان إنما كان ذلك عشر ليال. قال قتادة: ما كان إلا ساعة من نهار.

﴿ ١٣