|
١١ قوله تعالى: {تَبَـٰرَكَ} قد شرحناه في [الأعراف:٥٤]. قوله تعالى: {ٱلَّذِى بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ} قال ابن عباس: يعني: السلطان يعز ويذل. قوله تعالى: {ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَوٰةَ} قال الحسن: خلق الموت المزيل للحياة، والحياة التي هي ضد الموت {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} قد شرحناه في [هود:٧] قال الزجاج: والمعلق ب {أَيُّكُمْ} مضمر تقديره: ليبلوكم، فيعلم أيكم أحسن عملا، وهذا علم وقوع. وارتفعت «أي» بالابتداء، ولا يعمل فيها ما قبلها، لأنها على أصل الاستفهام، ومثله «أي الحزبين أحصى» [الكهف:١٢] والمعنى: خلق الحياة ليختبركم فيها، وخلق الموت ليبعثكم ويجازيكم. وقال غيره: اللام في «ليبلوكم» متعلق بخلق الحياة دون خلق الموت، لأن الابتلاء بالحياة، {ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ * سَمَـٰوَاتٍ * طِبَاقاً} أي: خلقهن مطابقات، أي: بعضها فوق بعض {مَّا تَرَىٰ} يا ابن آدم {فِى خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُتٍ} قرأ حمزة والكسائي:«من تفوت» بتشديد الواو من غير ألف. وقرأ الباقون بألف. قال الفراء: وهما بمنزلة واحدة، كما تقول: تعاهدت الشيء، وتعهدته. والتفاوت: الاختلاف. وقال ابن قتيبة: التفاوت: الاضطراب والاختلاف، وأصله من الفوت، وهو أن يفوت شيء شيئا، فيقع الخلل، ولكنه متصل بعضه ببعض. قوله تعالى: {فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ} أي: كرر البصر {هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ} وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، «هل ترى» بإدغام اللام في التاء، أي: هل ترى فيها فروجا وصدوعا. قوله تعالى: {ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ} أي: مرة بعد مرة {يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا} قال ابن قتيبة: أي: مبعدا من قولك: خسأت الكلب: إذا باعدته {وَهُوَ حَسِيرٌ} أي: كليل منقطع عن أن يلحق ما نظر إليه. وقال الزجاج: قد أعيا من قبل أن يرى في المساء خللا. قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَاء ٱلدُّنْيَا بِمَصَـٰبِيحَ} وقد شرحناه في [حم السجدة:١٢] {وَجَعَلْنَـٰهَا رُجُوماً لّلشَّيَـٰطِينِ} أي: يرجم بها مسترقوا السمع. وقد سبق بيان هذا المعنى [الحجر:١٨] {وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ} أي: في الآخرة {عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ} وهذا وما بعده قد سبق بيانه إلى قوله تعالى: {سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقًا} أي: صوتا مثل صوت الحمار. وقد بينا معنى الشهيق في [هود:١٠٦] {وَهِىَ تَفُورُ} أي: تغلي بهم كغلي المرجل {تَكَادُ تَمَيَّزُ} أي: تتقطع من تغيظها عليهم {كُلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فَوْجٌ} أي: جماعة منهم {سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} وهذا سؤال توبيخ. قوله تعالى: {إِنْ أَنتُمْ} أي: قلنا للرسل: {إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِى ضَلَـٰلٍ} أي: في ذهاب عن الحق بعيد. قال الزجاج: ثم اعترفوا بجهلهم فقالوا: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ} أي: سماع من يعي ويفكر {أَوْ نَعْقِلُ} عقل من يميز وينظر {مَا كُنَّا} من أهل النار {فَسُحْقًا} أي: بعدا. وهو منصوب على المصدر، المعنى: أسحقهم اللّه سحقا، أي: باعدهم اللّه من رحمته مباعدة، والسحيق: البعيد. وكذلك روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس «فسحقا» أي: بعدا. وقال سعيد بن جبير، وأبو صالح: السحق: واد في جهنم يقال له: سحق. |
﴿ ١١ ﴾