|
٩ قوله تعالى: {وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} اختلفوا في الهمزة واللمزة هل هما بمعنى واحد أم مختلفان؟ على قولين. احدهما: أنهما مختلفان، ثم فيهما سبعة أقوال: أحدها: أن الهمزة: المغتاب، واللمزة: العياب قاله ابن عباس. والثاني: أن الهمزة: الذي يهمز الإنسان في وجهه. واللمزة: يلمزه إذا أدبر عنه قاله الحسن، وعطاء، وأبو العالية. والثالث: أن الهمزة: الطعان في الناس واللمزة: الطعان في أنساب الناس، قاله مجاهد. والرابع: أن الهمزة: بالعين واللمزة باللسان، قاله قتادة. والخامس: أن الهمزة: الذي يهمز الناس بيده ويضربهم، واللمزة: الذي يلمزهم بلسانه قاله ابن زيد. والسادس: أن الهمزة: الذي يهمز بلسانه واللمزة: الذي يلمز بعينه، قاله سفيان الثوري. والسابع: أن الهمزة: المغتاب واللمزة: الطاعن على الإنسان في وجهه، قاله مقاتل. والقول الثاني: أن الهمزة: العياب الطعان، واللمزة مثله. وأصل الهمز واللمز: الدفع قاله ابن قتيبة وكذلك قال الزجاج: الهمزة اللمزة: الذي يغتاب الناس ويغضهم، قال الشاعر: إذا لقيتك عن كره تكاشرني وإن تغيبت كنت الهامز اللمزه قوله تعالى: {ٱلَّذِى جَمَعَ مَالاً} قرأ أبو جعفر، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وروح «جَمَّع» بالتشديد والباقون بالتخفيف. قوله تعالى: {وَعَدَّدَهُ} قرأ الجمهور بتشديد الدال. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، والحسن، وابن يعمر بتخفيفها. وللمفسرين في معنى الكلام قولان. احدهما: أحصى عدده، قاله السدي. والثاني: أعده لما يكفيه في السنين، قاله عكرمة. قال الزجاج: من قرأ «عدَّده» بالتشديد، فمعناه: عدده للدهور. ومن قرأ «عَدَدَه» بالتخفيف، فمعناه: جمع مالا وعددا. أي: وقوما اتخذهم أنصارا. قوله تعالى:{يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ أَخْلَدَهُ} بمعنى يخلده، والمعنى: يظن ماله مانعا له من الموت، فهو يعمل عمل من لا يظن أنه يموت {كَلاَّ} أي: لا يخلده ماله ولا يبقى له {لَيُنبَذَنَّ} أي: ليطرحن {فِى ٱلْحُطَمَةِ} وهو اسم من أسماء جهنم. سميت بذلك لأنها تحطم ما يلقى فيها، أي: تكسره، فهي تكسر العظم بعد أكلها اللحم. ويقال للرجل الأكول: إنه لحطمة. وقرأ أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأبو عبد الرحمن، والحسن، وابن أبي عبلة، وابن محيصن، «لينبذانِّ» بألف ممدودة، وبكسر النون وتشديدها، أي: هو وماله. قوله تعالى: {ٱلَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى ٱلاْفْئِدَةِ} أي: تأكل اللحم والجلود حتى تقع على الأفئدة فتحرقها، قال الفراء: يبلغ ألمها الأفئدة. والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى واحد، والعرب تقول: متى طلعت أرضنا؟ أي: بلغت. وقال ابن قتيبة: تطلع على الأفئدة، أي توفي عليها وتشرف. وخص الأفئدة لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه، فأخبر أنهم في حال من يموت، وهم لا يموتون. وقد ذكرنا تفسير «المؤصدة» في سورة [البلد: ٢٠]. قوله تعالى: {فِى عَمَدٍ} قرأ حمزة، وخلف، والكسائي، وعاصم إلا حفصا بضم العين، وإسكان الميم. قال المفسرون: وهي أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار. و «في» بمعنى الباء والمعنى: مطبقة بعمد. قال قتادة: وكذلك هو في قراءة عبد اللّه. وقال مقاتل: أطبقت الأبواب عليهم، ثم شدت بأوتاد من حديد، حتى يرجع عليهم غمها وحرها. و «ممددة» صفة العمد، أي: أنها ممدودة مطولة، وهي أرسخ من القصيرة. وقال قتادة: هي عمد يعذبون بها في النار. وقال أبو صالح: في عمد ممددة قال: القيود الطوال. |
﴿ ٩ ﴾