٤

قوله تعالى: {إِيلَـٰفِهِمْ} قرأ أبو جفعر وابن فليح عن ابن كثير، والوليد ابن عتبة عن ابن عامر، والتغلبي عن ابن ذكوان، عنه «إلافهم» بهمزة مكسورة من غم ياء بعدها، مثل: علافهم.

وروى الخزاعي عن ابن فليح، وأبان ابن تغلب عن عاصم «إلفهم» بسكون اللام، أيضا ورواه الشموني إلا حمادا بهمزتين مكسورتين بعدهما ياء ساكنة، ورواه حماد كذلك إلا أنه حذف الياء. وقرأ الباقون بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة مثل «عيلافهم». وجمهور العلماء على أن الرحلتين كانتا للتجارة، وكانوا يخرجون الى الشام في الصيف، وإلى اليمن في الشتاء لشدة برد الشام.

وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كانوا يشتون بمكة، ويصيفون بالطائف. قال الفراء: والرحلة منصوبة بايقاع الفعل عليها.

قوله تعالى: {فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ} أي: ليوحدوه

{ٱلَّذِى أَطْعَمَهُم مّن جُوعٍ} أي: بعد الجوع، كما تقول: كسوتك من عري، وذلك أن اللّه تعالى آمنهم بالحرم، فلم يتعرض لهم في رحلتهم، فكان ذلك سببا لإطعامهم بعدما كانوا فيه من الجوع.

وروى عطاء عن ابن عباس قال: كانوا في ضر ومجاعة، حتى جمعهم هاشم على الرحلتين، فكانوا يقسمون ربحهم بين الغني والفقير حتى استغنوا.

قوله تعالى: {وَءامَنَهُم مّنْ خوْفٍ} وذلك أنهم كانوا آمنين بالحرم، إن حضروا حماهم، وإن سافروا قيل: هؤلاء أهل الحرم، فلا يعرض لهم أحد.

﴿ ٤