٦٦

{هاأنتم هاؤلا ء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحآجون فيما ليس لكم به علم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون }.

فيه مسائل:

المسألة الأولى: قرأ عاصم وحمزة والكسائي {وإذ أنتم} بالمد والهمزة وقرأ نافع وأبو عمرو بغير همز ولا مد، إلا بقدر خروج الألف الساكنة وقرأ ابن كثير بالهمز والقصر على وزن {*صنعتم} وقرأ ابن عامر بالمد دون الهمز، فمن حقق فعلى الأصل، لأنهما حرفان {*ها} و {وإذ أنتم} ومن لم يمد ولم يهمز فللتخفيف من غير إخلال.

المسألة الثانية: اختلفوا في أصل {وإذ أنتم} فقيل {*ها} تنبيه والأصل {وإذ أنتم} وقيل أصله {أءنتم} فقلبت الهمزة الأولى هاء كقولهم هرقت الماء وأرقت و {هؤلاء} مبني على الكسر وأصله أولاء دخلت عليه ها التنبيه، وفيه لغتان: القصر والمد،

فإن قيل: أين خبر أنتم في قوله ها أنتم؟

قلنا في ثلاثة أوجه

الأول: قال صاحب "الكشاف" {*ها} للتنبيه و {وإذ أنتم} مبتدأ و {هؤلاء} خبره و {حاججتم} جملة مستأنفة مبينة للجملة الأولى بمعنى: أنتم هؤلاء الأشخاص الحمقى وبيان حماقتكم وقلة عقولكم أنكم وإن جادلتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم؟

والثاني: أن يكون {أنتم} مبتدأ، وخبر {هؤلاء} بمعنى أولاء على معنى الذي وما بعده صلة له

الثالث: أن يكون {أنتم} مبتدأ {وهؤلاء} عطف بيان {*وحاججتم} خبره وتقديره: أنتم يا هؤلاء حاججتم.

المسألة الثالثة: المراد من قوله {هاؤلاء حاججتم فيما لكم به علم} هو أنهم زعموا أن شريعة التوراة والإنجيل مخالفة لشريعة القرآن فكيف تحاجون فيما لا علم لكم به وهو ادعاؤكم أن شريعة إبراهيم كانت مخالفة لشريعة محمد عليه السلام؟. ثم يحتمل في قوله {تعقلون هأنتم هاؤلاء حاججتم فيما لكم به علم} أنه لم يصفهم في العلم حقيقة وإنما أراد إنكم تستجيزون محاجته فيما تدعون علمه، فكيف تحاجونه فيما لا علم لكم به ألبتة؟. ثم حقق ذلك بقوله {واللّه يعلم} كيف كانت حال هذه الشرائع في المخالفة والموافقة {وأنتم لا تعلمون} كيفية تلك الأحوال. ثم بين تعالى ذلك مفصلا فقال:

﴿ ٦٦