١٠٦

{واستغفر اللّه إن اللّه كان غفورا رحيما} فلما أمره اللّه بالاستغفار دل على سبق الذنب.

والجواب من وجوه:

 الأول: لعله مال طبعه إلى نصرة طعمة بسبب أنه كان في الظاهر من المسلمين فأمر بالستغفار لهذا القدر، وحسنات الأبرار سيئات المقربين.

والثاني: لعل القوم لما شهدوا على سرقة اليهودي وعلى براءة طعمة من تلك السرقة ولم يظهر للرسول عليه الصلاة والسلام ما يوجب القدح في شهادتهم هم بأن يقضي بالسرقة على اليهودي، ثم لما أطلعه اللّه تعالى على كذب أولئك الشهود عرف أن ذلك القضاء لو وقع لكان خطأ، فكان استغفاره بسبب أنه هم بذلك الحكم الذي لو وقع لكان خطأ في نفسه وإن كان معذورا عند اللّه فيه.

الثالث: قوله {واستغفر اللّه} يحتمل أن يكون المراد: واستغفر اللّه لأولئك الذين يذبون عن طعمة ويريدون أن يظهروا براءته عن السرقة ثم قال تعالى:

﴿ ١٠٦