١٤{ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا ...} والمراد أن سبيل الصنارى مثل سبيل اليهود في نقض المواثيق من عند اللّه، وإنما قال: {ومن الذين قالوا إنا نصارى} ولم يقل: ومن النصارى، وذلك لأنهم إنما سموا أنفسهم بهذا الاسم ادعاء لنصرة اللّه تعالى، وهم الذين قالوا لعيسى {نحن أنصار اللّه} (آل عمران: ٥٢) فكان هذا الاسم في الحقيقة اسم مدح، فبين اللّه تعالى أنهم يدعون هذه الصفة ولكنهم ليسوا موصوفين بها عند اللّه تعالى، وقوله {أخذنا ميثاقهم} أي مكتوب في الإنجيل أن يؤمنوا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم ، وتنكير {*الحظ} في الآية يدل على أن المراد به حظ واحد، وهو الذي ذكرناه من الإيمان بمحمد صلى اللّه عليه وسلم ، وإنما خص هذا الواحد بالذكر مع أنهم تركوا الكثير مما أمرهم اللّه تعالى به لأن هدا هو المعظم والمهم، وقوله {به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء} أي ألصقنا العداوة والبغضاء بهم، يقال: أغرى فلان بفلان إذا ولع به كأنه ألصق به، ويقال لما التصق به، ويقال لما التصق به الشيء: الغراء، وفي قوله {بينهم} وجهان: أحدهما: بين اليهود والنصارى. والثاني: بين فرق النصارى، فءن بعضهم يكفر بعضا إلى يوم القيامة، ونظيره قوله {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} (الأنعام: ٦٥) وقوله {وسوف ينبئهم اللّه بما كانوا يصنعون} وعيد لهم. |
﴿ ١٤ ﴾