٨٢

{وما كان جواب قومه إلا أن قالو ا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون}.

والمراد منه أخرجوا لوطا وأتباعه، لأنه تعالى في غير هذه السورة قال: {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا} (النمل: ٥٦) ولأن الظاهر أنهم إنما سعوا في إخراج من نهاهم عن العمل الذي يشتهونه ويريدونه، وذلك الناهي ليس إلا لوطا وقومه،

وفي قوله: {يتطهرون} وجوه:

الأول: أن ذلك العمل تصرف في موضع النجاسة، فمن تركه فقد تطهر.

والثاني: أن البعد عن الإثم يسمى طهارة فقوله: {يتطهرون} أي يتباعدون عن المعاصي والآثام.

الثالث: أنهم إنما قالوا: {أناس يتطهرون} على سبيل السخرية بهم وتطهرهم من الفواحش، كما يقول الشيطان من الفسقة لبعض الصلحاء إذا وعظهم: ابعدوا عنا هذا المتقشف وأريحونا من هذا المتزهد.

﴿ ٨٢