٩٩ثم قال تعالى: {أفأمنوا مكر اللّه} وقد سبق تفسير المكر في اللغة، ومعنى المكر في حق اللّه تعالى في سورة آل عمران عند قوله: {ومكروا ومكر اللّه} (آل عمران: ٥٤) ويدل قوله: {أفأمنوا مكر اللّه} أن المراد أن يأتيهم عذابه من حيث لا يشعرون. قاله على وجه التحذير، وسمي هذا العذاب مكرا توسعا لأن الواحد منا إذا أراد المكر بصاحبه، فإنه يوقعه في البلاء من حيث لا يشعر به، فسمي العذاب مكرا لنزوله بهم من حيث لا يشعرون، وبين أنه لا يأمن من نزول عذاب اللّه على هذا الوجه {إلا القوم الخاسرون} وهم الذين لغفلتهم وجهلهم لا يعرفون ربهم، فلا يخافونه، ومن هذه سبيله، فهو أخسر الخاسرين في الدنيا والآخرة، لأنه أوقع نفسه في الدنيا في الضرر، وفي الآخرة في أشد العذاب. |
﴿ ٩٩ ﴾