٢٠

{ياأيها الذين ءامنو ا أطيعوا اللّه ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون}.

اعلم أنه تعالى لما خاطب المؤمنين بقوله: {ءان * تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغنى عنكم فئتكم شيئا} (الأنفال: ١٩)

أتبعه بتأديبهم فقال: {المؤمنين يأيها الذين ءامنوا أطيعوا اللّه ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون} ولم يبين أنهم ماذا يسمعون إلا أن الكلام من أول السورة إلى هنا لما كان واقعا في الجهاد علم أن المراد وأنتم تسمعون دعاءه إلى الجهاد، ثم إن الجهاد اشتمل على أمرين:

أحدهما: المخاطرة بالنفس.

والثاني: الفوز بالأموال، ولما كانت المخاطرة بالنفس شاقة شديدة على كل أحد، وكان ترك المال بعد القدرة على أخذه شاقا شديدا، لا جرم بالغ اللّه تعالى في التأديب في هذا الباب فقال: {أطيعوا اللّه ورسوله} في الإجابة إلى الجهاد، وفي الإجابة إلى تركه المال إذا أمره اللّه بتركه والمقصود تقرير ما ذكرناه في تفسير قوله تعالى: {قل الانفال للّه والرسول} (الأنفال: ١).

فإن قيل: فلم قال ولا تولوا عنه فجعل الكناية واحدة مع أنه تقدم ذكر اللّه ورسوله.

قلنا: إنه تعالى أمر بطاعة اللّه وبطاعة رسوله.

ثم قال: {ولا تولوا} لأن التولي إنما يصح في حق الرسول بأن يعرضوا عنه وعن قبول قوله وعن معونته في الجهاد.

﴿ ٢٠