٢٨

وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ...

فقال: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} لأنها تشغل القلب بالدنيا وتصير حجابا عن خدمة المولى.

ثم قال: {وأن اللّه عنده أجر عظيم} تنبيها على أن سعادات الآخرة خير من سعادات الدنيا لأنها أعظم في الشرف، وأعظم في الفوز، وأعظم في المدة، لأنها تبقى بقاء لا نهاية له، فهذا هو المراد من وصف اللّه الأجر الذي عنده بالعظم.

ويمكن أن يتمسك بهذه الآية في بيان أن الاشتغال بالنوافل أفضل من الاشتغال بالنكاح لأن الاشتغال بالنوافل يفيد الأجر العظيم عند اللّه، والاشتغال بالنكاح يفيد الولد ويوجب الحاجة إلى

المال، وذلك فتنة، ومعلوم أن ما أفضى إلى الأجر العظيم عند اللّه، فالاشتغال به خير مما أفضى إلى الفتنة.

﴿ ٢٨