١١

ثم لما قرر ذلك قال: {إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات} والمراد منه ضد ما تقدم فقوله: {إلا الذين صبروا} المراد منه أن يكون عند البلاء من الصابرين، وقوله: {وعملوا الصالحات} المراد منه أن يكون عند الراحة والخير من الشاكرين.

ثم بين حالهم فقال: {أولئك لهم مغفرة وأجر كبير} فجمع لهم بين هذين المطلوبين.

أحدهما: زوال العقاب والخلاص منه وهو المراد من قوله: {لهم مغفرة}

والثاني: الفوز بالثواب وهو المراد من قوله: {وأجر كبير} ومن وقف على هذا التفصيل الذي ذكرناه علم أن هذا الكتاب الكريم كما أنه معجز بحسب ألفاظه فهو أيضا معجز بحسب معانيه.

﴿ ١١