١٤{قَالُوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون} وفيه سؤالات: السؤال الأول: ما فائدة اللام في قوله: {لئن أكله الذئب}. والجواب من وجهين: الأول: أن كلمة إن تفيد كون الشرط مستلزما للجزاء، أي إن وقعت هذه الواقعة فنحن خاسرون، فهذه اللام دخلت لتأكيد هذا الاستلزام. الثاني: قال صاحب "الكشاف" هذه اللام تدل على إضمار القسم تقديره: واللّه لئن أكله الذئب لكنا خاسرين. السؤال الثاني: ما فائدة الواو في قوله: {ونحن عصبة}. الجواب: أنها واو الحال حلفوا لئن حصل ما خافه من خطف الذئب أخاهم من بينهم وحالهم أنهم عشرة رجال بمثلهم تعصب الأمور وتكفي الخطوب إنهم إذا لقوم خاسرون. السؤال الثالث: ما المراد من قولهم: {إنا إذا لخاسرون}. الجواب فيه وجوه: الأول: خاسرون أي هالكون ضعفا وعجزا، ونظيره قوله تعالى: {لئن * أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون} (المؤمنون: ٣٤) أي لعاجزون: الثاني: أنهم يكونون مستحقين لأن يدعى عليهم بالخسارة والدمار وأن يقال خسرهم اللّه تعالى ودمرهم حين أكل الذئب أخاهم وهم حاضرون. الثالث: المعنى أنا إن لم نقدر على حفظ أخينا فقد هلكت مواشينا وخسرناها. الرابع: أنهم كانوا قد أتعبوا أنفسهم في خدمة أبيهم واجتهدوا في القيام بمهماته وإنما تحملوا تلك المتاعب ليفوزوا منه بالدعاء والثناء فقالوا: لو قصرنا في هذه الخدمة فقد أحبطنا كل تلك الأعمال وخسرنا كل ما صدر منا من أنواع الخدمة. السؤال الرابع: أن يعقوب عليه السلام اعتذر بعذرين فلم أجابوا عن أحدهما دون الآخر؟ والجواب: أن حقدهم وغيظهم كان بسبب العذر الأول، وهو شدة حبه له فلما سمعوا ذكر ذلك المعنى تغافلوا عنه. |
﴿ ١٤ ﴾