٦

{وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ أنجاكم من ءال فرعون يسومونكم سوء العذاب} فقوله: {إذ أنجاكم} ظرف للنعمة بمعنى الأنعام، أي اذكروا إنعام اللّه عليكم في ذلك الوقت.

بقي في الآية سؤالات:

السؤال الأول: ذكر في سورة البقرة: {يذبحون} (البقرة: ٤٩) وفي سورة الأعراف: {يقتلون} (الأعراف: ٤١) وههنا {ويذبحون} مع الواو فما الفرق؟

والجواب: قال تعالى في سورة البقرة: {يذبحون} بغير واو لأنه تفسير لقوله: {سوء العذاب} وفي التفسير لا يحسن ذكر الواو تقول: أتاني القوم زيد وعمرو.

لأنك أردت أن تفسر القوم بهما ومثله قوله تعالى: {ومن يفعل ذالك يلق أثاما * يضاعف له العذاب} (الفرقان: ٦٨، ٦٩) فالآثام لما صار مفسرا بمضاعفة العذاب لا جرم حذف عنه الواو،

 أما في هذه السورة فقد أدخل الواو فيه، لأن المعنى أنهم يعذبونهم بغير التذبيح وبالتذبيح أيضا  فقوله: {ويذبحون} نوع آخر من العذاب لا أنه تفسير لما قبله.

السؤال الثاني: كيف كان فعل آل فرعون بلاء من ربهم؟

والجواب من وجهين:

 أحدهما: أن تمكين اللّه إياهم حتى فعلوا ما فعلوا كان بلاء من اللّه.

والثاني: وهو أن ذلك إشارة إلى الإنجاء، وهو بلاء عظيم، والبلاء هو الابتلاء، وذلك قد يكون بالنعمة تارة، وبالمحنة أخرى، قال تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} (الأنبياء: ٣٥) وهذا الوجه أولى لأنه يوافق صدر الآية وهو  قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة اللّه عليكم}.

السؤال الثالث: هب أن تذبيح الأبناء كان بلاء،

أما استحياء النساء كيف يكون بلاء.

الجواب: كانوا يستخدمونهن بالاستحياء في الخلاص منه نعمة وأيضا إبقاؤهن منفردات عن الرجال فيه أعظم المضار.

﴿ ٦