١٠

{ولقد أرسلنا من قبلك فى شيع الاولين}

اعلم أن القوم لما أساؤوا في الأدب وخاطبوه بالسفاهة وقالوا: إنك لمجنون، فاللّه تعالى ذكر أن عادة هؤلاء الجهال مع جميع الأنبياء هكذا كانت.

ولك أسوة في الصبر على سفاهتهم وجهالتهم بجميع الأنبياء عليهم السلام، فهذا هو الكلام في نظم الآية وفيه مسائل:

المسألة الأولى: في الآية محذوف والتقدير: ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلا أنه حذف ذكر الرسل لدلالة الإرسال عليه.

وقوله: {فى شيع الاولين} أي في أمم الأولين وأتباعهم.

قال الفراء: الشيع الأتباع واحدهم شيعة وشيعة الرجل أتباعه، والشيعة الأمة سموا بذلك، لأن بعضهم شايع بعضا وشاكله، وذكرنا الكلام في هذا الحرف عند قوله: {أو يلبسكم شيعا} (الأنعام: ٦٥)

قال الفراء: وقوله: {فى شيع الاولين} من إضافة الصفة إلى الموصوف كقوله: {لحق اليقين} (الحاقة: ٥١)

وقوله: {بجانب الغربى} (القصص: ٤٤)

وقوله: {وذلك دين القيمة} (البينة: ٥)

﴿ ١٠