٨٠وأما المسألة الثانية: وهي قتل الغلام فقد أجاب العالم عنها بقوله: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} قيل: إن ذلك الغلام كان بالغا وكان يقطع الطريق ويقدم على الأفعال المنكرة، وكان أبواه يحتاجان إلى دفع شر الناس عنه والتعصب له وتكذيب من يرميه بشيء من المنكرات وكان يصير ذلك سببا لوقوعهما في الفسق. وربما أدى ذلك الفسق إلى الكفر، وقيل: إنه كان صبيا إلا أن اللّه تعالى علم منه أنه لو صار بالغا لحصلت منه هذه المفاسد، وقوله: {فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا} الخشية بمعنى الخوف وغلبة الظن واللّه تعالى قد أباح له قتل من غلب على ظنه تولد مثل هذا الفساد منه، وقوله: {أن يرهقهما طغيانا} فيه قولان: الأول: أن يكون المراد أن ذلك الغلام يحمل أبويه على الطغيان والكفر كقوله: {ولا ترهقنى من أمرى عسرا} (الكهف: ٧٣) أي لا تحملني على عسر وضيق وذلك لأن أبويه لأجل حب ذلك الولد يحتاجان إلى الذب عنه، وربما احتاجا إلى موافقته في تلك الأفعال المنكرة. والثاني: أن يكون المعنى أن ذلك الولد كان يعاشرهما معاشرة الطغاة الكفار، فإن قيل: هل يجوز الإقدام على قتل الإنسان لمثل هذا الظن؟ قلنا: إذا تأكد ذلك الظن بوحي اللّه جاز |
﴿ ٨٠ ﴾