٣وأما قوله تعالى: {إلا تذكرة لمن يخشى} ففيه مسائل: المسألة الأولى: في كلمة إلا ههنا قولان، أحدهما: أنه استثناء منقطع بمعنى لكن. والثاني: التقدير ما أنزلنا عليك القرآن لتحمل متاعب التبليغ إلا ليكون تذكرة كما يقال ما شافهناك بهذا الكلام لتتأذى إلا ليعتبر بك غيرك. المسألة الثانية: إنما خص من يخشى بالتذكرة لأنهم المنتفعون بها وإن كان ذلك عاما في الجميع وهو كقوله: {هدى للمتقين} (البقرة: ٢) وقال سبحانه وتعالى: {تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} (الفرقان: ١) وقال: {لتنذر قوما ما أنذر ءاباؤهم فهم غافلون} (يس: ٦) وقال: {وتنذر به قوما لدا} (مريم: ٩٧) وقال: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}. المسألة الثالثة: وجه كون القرآن تذكرة أنه عليه السلام كان يعظمهم به وببيانه فيدخل تحت قوله لمن يخشى الرسول صلى اللّه عليه وسلم لأنه في الخشية والتذكرة بالقرآن كان فوق الكل. |
﴿ ٣ ﴾