٥

أما قوله: {بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بئاية كما أرسل الاولون}

فاعلم أنه تعالى عاد إلى حكاية قولهم المتصل بقوله: {هل هذا  إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر} (الأنبياء: ٣) ثم قال: {بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر} فحكى عنهم ثم هذه الأقوال الخمسة فترتيب كلامهم كأنهم قالوا: ندعي أن كونه بشرا مانع من كونه رسولا للّه تعالى. سلمنا أنه غير مانع، ولكن لا نسلم أن هذا القرآن معجز،

ثم أما أن يساعد على أن فصاحة القرآن خارجة عن مقدور البشر،

قلنا: لم لا يجوز أن يكون ذلك سحرا وإن لم يساعد عليه فإن ادعينا كونه في نهاية الركاكة

قلنا: إنها أضغاث أحلام، وإن ادعينا أنه متوسط بين الركاكة والفصاحة قلنا إنه افتراه، وإن ادعينا إنه كلام فصيح قلنا إنه من جنس فصاحة سائر الشعراء، وعلى جميع هذه التقديرات فإنه لا يثبت كونه معجزا، ولما فرغوا من تعديد هذه الاحتمالات قالوا: {بل قالوا أضغاث أحلام بل} فالمراد أنهم طلبوا آية جلية لا يتطرق إليها شيء من هذه الاحتمالات كالآيات المنقولة عن موسى وعيسى عليهما السلام،

﴿ ٥