١٣

أما قوله: {لا تركضوا} قال صاحب "الكشاف": القول محذوف، فإن قلت من القائل قلنا يحتمل أن يكون بعض الملائكة ومن ثم من المؤمنين، أو يكونوا خلقاء بأن يقال لهم ذلك وإن لم يقل، أو يقوله رب العزة ويسمعه ملائكته لينفعهم في دينهم أو يلهمهم ذلك فيحدثون به نفوسهم،

أما قوله: {وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم} أي من العيش والرفاهية والحال الناعمة، والإتراف إبطار النعمة وهي الترفه،

أما قوله تعالى: {لعلكم تسألون} فهو تهكم بهم وتوبيخ،

ثم فيه وجوه:

 أحدها: أي ارجعوا إلى نعمكم ومساكنكم لعلكم تسألون غدا عما جرى عليكم ونزل بأموالكم ومساكنكم فتجيبوا السائل عن علم ومشاهدة.

وثانيها: ارجعوا كما كنتم في مجالسكم حتى تسألكم عبيدكم ومن ينفذ فيه أمركم ونهيكم ويقول لكم بم تأمرون وماذا ترسمون كعادة المخدومين.

وثالثها: تسألكم الناس في أنديتكم لتعاونوهم في نوازل الخطوب ويستشيرونكم في المهمات ويستعينون بآرائكم.

ورابعها: يسألكم الوافدون عليكم والطامعون فيكم

أما لأنهم كانوا أسخياء ينفقون أموالهم رئاء الناس وطلب الثناء أو كانوا بخلاء فقيل لهم ذلك تهكما إلى تهكم وتوبيخا إلى توبيخ،

﴿ ١٣