١٥أما قوله تعالى: {فما زالت تلك دعواهم * فقال} لأنها عدوى كأنه قيل فما زالت تلك الدعوى دعواهم، والدعوى بمعنى الدعوة قال تعالى: {تجرى من تحتهم الانهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللّهم وتحيتهم فيها سلام} (يونس: ١٠) فإن قلت: لم سميت دعوى؟ قلت: لأنهم كانوا دعوا بالويل: {فقالوا ياليتنا} أي يا ويل احضر فهذا وقتك، وتلك مرفوع أو منصوب إسما أو خبرا وكذلك: {كان دعواهم} قال المفسرون: لم يزالوا يكررون هذه الكلمة فلم ينفعهم ذلك كقوله تعالى: {فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا} (غافر: ٨٥) أما قوله: {حتى جعلناهم حصيدا خامدين} فالحصيد الزرع المحصود أي جعلناهم مثل الحصيد شبههم به في استئصالهم، كما تقول جعلناهم رمادا أي مثل الرماد فإن قيل: كيف ينصب جعل ثلاثة مفاعيل، قلت: حكم الاثنين الأخيرين حكم الواحد والمعنى جعلناهم جامعين لهذين الوصفين، والمراد أنهم أهلكوا بذلك العذاب حتى لم يبق لهم حس ولا حركة وجفوا كما يجف الحصيد، وخمدوا كما تخمد النار. |
﴿ ١٥ ﴾