١٨

فأما قوله تعالى: {بل نقذف بالحق على الباطل} فاعلم أن قوله: {بل}

اضراب عن اتخاذ اللّهو واللعب وتنزيه منه لذاته كأنه قال سبحاننا أن نتخذ اللّهو واللعب بل من عادتنا وموجب حكمتنا أن نغلب اللعب بالجد وندحض الباطل بالحق، واستعار لذلك القذف والدمغ تصويرا لإبطاله فجعله كأنه جرم صلب كالصخرة مثلا قذف به على جرم رخو فدمغه،

فأما قوله تعالى: {ولكم الويل مما تصفون} يعني من تمسك بتكذيب الرسول صلى اللّه عليه وسلم ونسب القرآن إلى أنه سحر وأضغاث أحلام إلى غير ذلك من الأباطيل، وهو الذي عناه بقوله: {مما تصفون}.

﴿ ١٨