١٩{وله من فى السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون} وفيه مسائل: المسألة الأولى: في تعلق هذه الآية بما قبلها وجهان. الأول: أنه تعالى لما نفى اللعب عن نفسه ونفي اللعب لا يصح إلا بنفي الحاجة ونفي الحاجة لا يصح إلا بالقدرة التامة، لا جرم عقب تلك الآية بقوله: {وله من فى * السماوات والارض} لدلالة ذلك على كمال الملك والقدرة. الثاني: وهو الأقرب أنه تعالى لما حكى كلام الطاعنين في النبوات وأجاب عنها وبين أن غرضهم من تلك المطاعن التمرد وعدم الإنقياد بين في هذه الآية أنه تعالى منزه عن طاعتهم لأنه هو المالك لجميع المحدثات والمخلوقات، ولأجل أن الملائكة مع جلالتهم مطيعون له خائفون منه فالبشر مع نهاية الضعف أولى أن يطيعوه. المسألة الثانية: قوله: {وله من فى * السماوات والارض} معناه أن كل المكلفين في السماء والأرض فهم عبيده وهو الخالق لهم والمنعم عليهم بأصناف النعم، فيجب على الكل طاعته والانقياد لحكمه. المسألة الثالثة: دلالة قوله: {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته} على أن الملك أفضل من البشر من ثلاثة أوجه قد تقدم بيانها في سورة البقرة. المسألة الرابعة: قوله: {ومن عنده} المراد بهم الملائكة بإجماع الأمة ولأنه تعالى وصفهم بأنهم: |
﴿ ١٩ ﴾