٢٤وأما قوله تعالى: {أم اتخذوا من دونه ءالهة قل هاتوا برهانكم} فاعلم أنه سبحانه كرر قوله: {أم اتخذوا من دونه ءالهة} استعظاما لكفرهم أي وصفتم اللّه بأن له شريكا فهاتوا برهانكم على ذلك. أما من جهة العقل، أو من جهة النقل فإنه سبحانه لما ذكر دليل التوحيد أولا وقرر الأصل الذي عليه تخرج شبهات القائلين بالتثنية ثانيا، أخذ يطالبهم بذكر شبهتهم ثالثا. أما قوله تعالى: {هذا ذكر من معى وذكر من قبلى} ففيه مسألتان: المسألة الأولى: في تفسيره وفيه أقوال: أحدها: {هذا ذكر من معى} أي هذا هو الكتاب المنزل على من معي: {وهاذا ذكر * من قبلى} أي الكتاب المنزل على من تقدمني من الأنبياء وهو التوراة والإنجيل والزبور والصحف، وليس في شيء منها أنى أذنت بأن تتخذوا إلها من دوني بل ليس فيها إلا: {إنى أنا اللّه * لا إله إلا أنا} كما قال بعد هذا: |
﴿ ٢٤ ﴾