٩

أما قوله: {ثانى عطفه ليضل عن سبيل اللّه} فاعلم أن ثنى العطف عبارة عن الكبر والخيلاء كتصعير الخد ولي الجيد وقوله: {ليضل عن سبيل اللّه} فأما القراءة بضم الياء فدلالة على أن هذا المجادل فعل الجدال وأظهر التكبر لكي يتبعه غيره فيضله عن طريق الحق فجمع بين الضلال والكفر وإضلال الغير.

وأما القراءة بفتح الياء فالمعنى أنه لما أدى جداله إلى الضلال جعل كأنه غرضه، ثم إنه سبحانه وتعالى شرح حاله في الدنيا والآخرة.

أما في الدنيا فيوم بدر روينا عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنهما نزلت في النضر بن الحرث وأنه قتل يوم بدر،

وأما الذين لم يخصصوا هذه الآية بواحد معين قالوا المراد بالخزي في الدنيا ما أمر المؤمنون بذمه ولعنه ومجاهدته

وأما في الآخرة فقوله: {ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق} ثم بين تعالى أن هذا الخزي المعجل وذلك العقاب المؤجل لأجل ما قدمت يداه، قالت المعتزلة هذه الآية تدل على مطالب:

الأول: دلت الآية على أنه إنما وقع في ذلك العقاب بسبب عمله وفعله فلو كان فعله خلقا للّه تعالى لكان حينما خلقه اللّه سبحانه وتعالى استحال منه أن ينفك عنه وحينما لا يخلقه اللّه تعالى استحال منه أن يتصف به، فلا يكون ذلك العقاب بسبب فعله فإذا عاقبه عليه كان ذلك محض الظلم وذلك على خلاف النص.

﴿ ٩