١٤

{إن اللّه يدخل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الانهار إن اللّه يفعل ما يريد}.

إعلم أنه سبحانه لما بين في الآية السابقة حال عبادة المنافقين وحال معبودهم، بن في هذه الآية صفة عبادة المؤمنين وصفة معبودهم،

أما عبادتهم فقد كانت على الطريق الذي لا يمكن صوابه،

وأما معبودهم فلا يضر ولا ينفع.

وأما المؤمنون فعبادتهم حقيقية ومعبودهم يعطيهم أعظم المنافع وهو الجنة، ثم بين كمال الجنة التي تجمع بين الزرع والشجر وأن تجري من تحتها الأنهار وبين تعالى أنه يفعل ما يريد بهم من أنواع الفضل والإحسان زيادة على أجورهم كما قال تعالى: {فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله} واحتج أصحابنا في خلق الأفعال بقوله سبحانه: {إن اللّه يفعل ما يريد} قالوا: أجمعنا على أنه سبحانه يريد الإيمان ولفظة ما للعموم فوجب أن يكون فاعلا للإيمان لقوله: {إن اللّه يفعل ما يريد} أجاب الكعبي عنه بأن اللّه تعالى يفعل ما يريد أن يفعله لا ما يريد أن يفعله غيره.

والجواب: أن قوله ما يريد أعم من قولنا ما يريد أن يفعله ومن قولنا ما يريد أن يفعله غيره فالتقييد خلاف النص.

﴿ ١٤