٣٣

ثم إنه سبحانه وتعالى لما بين فساد قولهم بالجواب الواضح قال: {ولا يأتونك بمثل} من الجنس الذي تقدم ذكره من الشبهات إلا جئناك بالحق الذي يدفع قولهم، كما قال تعالى: {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق} (الأنبياء: ١٨) وبين أن الذي يأتي به أحسن تفسيرا لأجل ما فيه من المزية في البيان والظهور، ولما كان التفسير هو الكشف عما يدل عليه الكلام وضع موضع معناه، فقالوا تفسير هذا الكلام كيت وكيت كما قيل معناه كذا وكذا.

أما قوله: {الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم}

ففيه مسائل:

المسألة الأولى: عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "يحشر الناس على ثلاثة أصناف صنف على الدواب وصنف على الأقدام وصنف على الوجوه" وعنه عليه السلام: "إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن مشيهم على وجوههم".

المسألة الثانية: الأقرب أنه صفة للقوم الذين أوردوا هذه الأسئلة على سبيل التعنت، وإن كان غيرهم من أهل النار يدخل معهم.

﴿ ٣٣