٤٧والأول أقرب، ثم إن صالحا عليه السلام لما قرر هذا الكلام الحق أجابوه بكلام فاسد، وهو قولهم: { قَالُوا اطيرنا بك} أي تشاءمنا بك لأن الذي يصيبنا من شد وقحط فهو بشؤمك وبشؤم من معك. قال صاحب "الكشاف" كان الرجل يخرج مسافرا فيمر بطائر فيزجره فإن مر سانحا تيمن وإن مر بارحا تشاءم فلما نسبوا الخير والشر إلى الطائر استعير لما كان للخير والشر وهو قدر اللّه وقسمته، فأجاب صالح عليه السلام بقوله: {طائركم عند اللّه} أي السبب الذي منه يجيء خيركم وشركم عند اللّه وهو قضاؤه وقدره إن شاء رزقكم وإن شاء حرمكم وقيل بل المراد إن جزاء الطيرة منكم عند اللّه وهو العقابوالأقرب الوجه الأول لأن القوم أشاروا إلى الأمر الحاصل فيجب في جوابه أن يكون فيه لا في غيره، ثم بين أهذا جهل منهم بقوله: {بل أنتم قوم تفتنون} فيحتمل أن غيرهم دعاهم إلى هذا القول، ويحتمل أن يكون المراد أن الشيطان يفتنكم بوسوسته، |
﴿ ٤٧ ﴾