٥٠ثم إنه سبحانه قال: {ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون} وقد اختلفوا في مكر اللّه تعالى على وجوه: أحدها: أن مكر اللّه إهلاكهم من حيث لا يشعرون، شبه بمكر الماكر على سبيل الاستعارة، روي أنه كان لصالح عليه السلام مسجد في الحجر في شعب يصلي فيه، فقالوا زعم صالح أنه يفرغ منا إلى ثلاث فنحن نفرغ منه، ومن أهله قبل الثلاث فخرجوا إلى الشعب وقالوا إذا جاء يصلي قتلناه، ثم رجعنا إلى أهله فقتلناهم، فبعث اللّه تعالى صخرة فطبقت الصخرة عليهم فم الشعب فهلكوا وهلك الباقون بالصيحة وثانيها: جاؤا بالليل شاهرين سيوفهم وقد أرسل اللّه تعالى الملائكة ملء دار صالح فدمغوهم بالحجارة، يرون الأحجار ولا يرمون راميا وثالثها: أن اللّه تعالى أخبر صالحا بمكرهم فتحرز عنهم فذاك مكر اللّه تعالى في حقهم. |
﴿ ٥٠ ﴾