٥٤

{ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون}.

قال صاحب "الكشاف"، واذكر لوطا أو أرسلنا لوطا بدلالة {ولقد أرسلنا} (النمل: ٤٥) عليه، و(إذ) بدل على الأول ظرف على الثاني.

أما قوله: {أتأتون الفاحشة} فهو على وجه التنكير وإن كان بلفظ الاستفهام وربما كان التوبيخ بمثل هذا اللفظ أبلغ.

أما قوله: {وأنتم تبصرون}

ففيه وجوه:

أحدها: أنهم كانوا لا يتحاشون من إظهار ذلك على وجه الخلاعة ولا يتكاتمون وذلك أحد ما لأجله عظم ذلك الفعل منهم فذكر في توبيخه لهم ماله عظم ذلك الفعل

وثانيها: أن المراد بصر القلب أي تعلمون أنها فاحشة لم تسبقوا إليها وأن اللّه تعالى لم يخلق الذكر للذكر فهي مضادة للّه في حكمته

وثالثها: تبصرون آثار العصاة قبلكم وما نزل بهم، فإن قلت فسرت (تبصرون) بالعلم وبعده

﴿ ٥٤