٦٨

الأول: قولهم: {لقد وعدنا هذا نحن وءاباؤنا} أي هذا كلام كما قيل لنا فقد قيل لمن

قبلنا، ولم يظهر له أثر فهو إذن من أساطير الأولين يريدون ما لا يصح من الأخبار،

فإن قيل ذكر ههنا {لقد وعدنا هذا نحن وءاباؤنا} وفي آية أخرى: {لقد وعدنا نحن وءاباؤنا هذا} (المؤمنون: ٨٣) فما الفرق؟

قلنا التقديم دليل على أن المقدم هو المقصود الأصلي وأن الكلام سيق لأجله، ثم إنه سبحانه لما كان قد بين الدلالة على هذين الأصلين، ومن الظاهر أن كل من أحاط بهما فقد عرف صحة الحشر والنشر ثبت أنهم أعرضوا عنها ولم يتأملوها، وكان سبب ذلك الإعراض حب الدنيا وحب الرياسة والجاه وعدم الانقياد للغير،

﴿ ٦٨