٦

ثم بين أن هذا الملك العظيم النافذ الأمر غير غافل، فإن الملك إذا كان آمرا ناهيا يطاع في أمره ونهيه، ولكن يكون غافلا لا يكون مهيبا عظيما كما يكون مع ذلك خبيرا يقظا لا تخفى عليه أمور الممالك والمماليك فقال: {ذالك عالم الغيب والشهادة} ولما ذكر من قبل عالم الأشباح بقوله: {خلق * السماوات} وعالم الأرواح بقوله: {يدبر الامر من السماء إلى الارض} قال: {عالم الغيب} يعلم ما في الأرواح {والشهادة} يعلم ما في الأجسام أو نقول قال: {عالم الغيب} إشارة إلى ما لم يكن بعد {والشهادة} إشارة إلى ما وجد وكان وقدم العلم بالغيب لأنه أقوى وأشد إنباء عن كمال العلم

ثم قال تعالى: {العزيز الرحيم} لما بين أنه عالم ذكر أنه عزيز قادر على الانتقام من الكفرة رحيم واسع الرحمة على البررة،

﴿ ٦