١٩وقوله تعالى: {فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا} قيل بأنهم طلبوا ذلك وهو يحتمل وجهين أحدهما: أن يسألوا بطرا كما طلبت اليهود الثوم والبصل، ويحتمل أن يكون ذلك لفساد اعتقادهم وشدة اعتمادهم على أن ذلك لا يقدر كما يقول القائل لغيره اضربني إشارة إلى أنه لا يقدر عليه. ويمكن أن يقال: {قالوا ربنا * بعد} بلسان الحال، أي لما كفروا فقد طلبوا أن يبعد بين أسفارهم ويخرب المعمور من ديارهم، وقوله: {وظلموا أنفسهم} يكون بيانا لذلك، وقوله: {فجعلناهم أحاديث} أي فعلنا بهم ما جعلناهم به مثلا، يقال: تفرقوا أيدي سبا، وقوله: {ومزقناهم كل ممزق} بيان لجعلهم أحاديث، وقوله تعالى: {إن فى ذالك لآيات لكل صبار شكور} أي فيما ذكرناه من حال الشاكرين ووبال الكافرين. |
﴿ ١٩ ﴾