ÓõæÑóÉõ ÝóÇØöÑò ãóßøöíøóÉñ

æóåöíó ÎóãúÓñ æóÃóÑúÈóÚõæäó ÂíóÉðþþ

تفسير الفخر الرازي (التفسير الكبير)

مفاتيح الغيب - الإمام العلامة فخر الدين الرازى

أبو عبد اللّه محمد بن عمر بن الحسين

الشافعي (ت ٦٠٦ هـ ١٢٠٩ م)

_________________________________

سورة فاطر

(أربعون وخمس آيات مكية) بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

١

{الحمد للّه فاطر * السماوات والارض *جاعل الملائكة رسلا} قد ذكرنا فيما تقدم أن الحمد يكون على النعمة في أكثر الأمر، ونعم اللّه قسمان: عاجلة وآجلة، والعاجلة وجود وبقاء، والآجلة كذلك إيجاد مرة وإبقاء أخرى،

وقوله تعالى: {الحمد للّه الذى خلق * السماوات والارض *وجعل الظلمات والنور} إشارة إلى النعمة العاجلة التي هي الإيجاد، واستدللنا عليه بقوله تعالى: {هو الذى خلقكم من طين ثم قضى أجلا} وقوله في الكهف: {الحمد للّه الذى أنزل على عبده الكتاب} إشارة إلى النعمة العاجلة التي هي الإبقاء، فإن البقاء والصلاح بالشرع والكتاب، ولولاه لوقعت المنازعة والمخاصمة بين الناس ولا يفصل بينهم، فكان يفضي ذلك إلى التقاتل وللتفاني، فإنزال الكتاب نعمة يتعلق بها البقاء العاجل، وفي قوله في سورة سبأ: {الحمد للّه الذى له ما فى * السماوات وما في الارض *وله الحمد فى الاخرة} إشارة إلى نعمة الإيجاد الثاني بالحشر، واستدللنا عليه بقوله: {يعلم ما يلج فى الارض} من الأجسام {وما يخرج منها وما ينزل من السماء} من الأرواح {وما يعرج فيها}

وقوله عن الكافرين: {وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربى} وههنا الحمد إشارة إلى نعمة البقاء في الآخرة، ويدل عليه قوله تعالى: {جاعل الملائكة رسلا} أي يجعلهم رسلا يتلقون عباد اللّه، كما قال تعالى: {وتتلقاهم الملئكة} وعلى هذا فقوله تعالى {فاطر * السماوات} يحتمل وجهين

الأول: معناه مبدعها كما نقل عن ابن عباس

والثاني: {فاطر * السماوات والارض} أي شاقهما لنزول الأرواح من السماء وخروج الأجساد من الأرض ويدل عليه قوله تعالى: {جاعل الملائكة رسلا} فإن في ذلك اليوم تكون الملائكة رسلا، وعلى هذا فأول هذه السورة متصل بآخر ما مضى، لأن قوله كما فعل بأشياعهم بيان لانقطاع رجاء من كان في شك مريب وتيقنه بأن لا قبول لتوبته ولا فائدة لقوله آمنت.

كما قال تعالى عنهم: {وقالوا ءامنا به وأنى لهم التناوش} فلما ذكر حالهم بين حال الموقن وبشره بإرساله الملائكة إليهم مبشرين، وبين أنه يفتح لهم أبواب الرحمة.

وقوله تعالى: {أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع} أقل ما يكون لذي الجناح أن يكون له جناحان وما بعدهما زيادة، وقال قوم فيه إن الجناح إشارة إلى الجهة، وبيانه هو أن اللّه تعالى ليس فوقه شيء، وكل شيء فهو تحت قدرته ونعمته، والملائكة لهم وجه إلى اللّه يأخذون منه نعمه ويعطون من دونهم مما يأخذوه بإذن اللّه، كما قال تعالى: {نزل به الروح الامين * على قلبك}

وقوله: {علمه شديد القوى}

وقال تعالى في حقهم: {فالمدبرات أمرا} فهما جناحان، وفيهم من يفعل ما يفعل من الخير بواسطة، وفيهم من يفعله لا بواسطة، فالفاعل بواسطة فيه ثلاث جهات، ومنهم من له أربع جهات وأكثر، والظاهر ما ذكرناه أولا وهو الذي عليه إطباق المفسرين.

وقوله تعالى: {يزيد فى الخلق ما يشاء} من المفسرين من خصصه وقال المراد الوجه الحسن، ومنهم من قال الصوت الحسن، ومنهم من قال كل وصف محمود، والأولى أن يعمم، ويقال اللّه تعالى قادر كامل يفعل ما يشاء فيزيد ما يشاء وينقص ما يشاء.

وقوله تعالى: {إن اللّه على كل شىء قدير} يقرر قوله: {يزيد فى الخلق ما يشاء}.

﴿ ١