٥

فقال تعالى: {يأيها الناس إن وعد اللّه حق فلا تغرنكم الحيواة الدنيا ولا يغرنكم باللّه الغرور}

أي الشيطان وقد ذكرنا ما فيه من المعنى اللطيف في تفسير سورة لقمان ونعيده ههنا

فنقول المكلف قد يكون ضعيف الذهن قليل العقل سخيف الرأي فيغتر بأدنى شيء، وقد يكون فوق ذلك فلا يغتر به ولكن إذا جاءه غار ورزين له ذلك الشيء وهون عليه مفاسده، وبين له منافع، يغتر لما فيها من اللذة مع ما ينضم إليه من دعاء ذلك الغار إليه، وقد يكون قوي الجأش غزير العقل فلا يغتر ولا يغر فقال اللّه تعالى: {لا * تغرنكم الحيواة الدنيا} إشارة إلى الدرجة الأولى، وقال: {ولا يغرنكم باللّه الغرور} إشارة إلى الثانية ليكون واقعا في الدرجة الثالثة وهي العليا فلا يغر ولا يغتر.

ثم قال تعالى:

﴿ ٥