٦

ثم كشف عن هذا المعنى فقال: {وكذالك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار} أي ومثل الذي حق على أولئك الأمم السالفة من العقاب حقت كلمتي أيضا على هؤلاء الذين كفروا من قومك فهم على شرف نزول العقاب بهم قال صاحب "الكشفا" {أنهم أصحاب النار} في محل الرفع بدل من قوله {وأورثنا القوم} أي مثل ذلك الوجوب وجب على الكفرة كونهم من أصحاب النار

ومعناه كما وجب إهلاكهم في الدنيا بالعذاب المستأصل، كذلك وجب إهلاكهم بعذاب النار في الآخرة، أو في محل النصب بحذف لام التعليل وإيصال الفعل،

واحتج أصحابنا بهذه الآية على أن قضاء اللّه بالسعادة والشاقوة لازم لا يمكن تغييره، فقالوا إنه تعالى أخبر أنه حقت كلمة العذاب عليهم وذلك يدل على أنهم لا قدرة لهم على الإيمان، لأنهم لو تمكنوا منه لتمكنوا من إبطال هذه الكلمة الحقة، ولتمكنوا من إبطال علم اللّه وحكمته، ضرورة أن المتمكن من الشيء يجب كونه متمكنا من كل ما هو من لوازمه، ولأنهم لو آمنوا لوجب عليهم أن يؤمنوا بهذه الآية فحينئذ كانوا قد آمنوا بأنهم لا يؤمنون أبدا، وذلك تكليف ما لا يطاق، وقرأ: نافع وابن عامر {حقت * كلمات * ربك} على الجمع والباقون على الواحد.

﴿ ٦