٩ثم قالوا بعد ذلك {وقهم السيئات} قال بعضهم المراد وقهم عذاب السيئات، فإن قيل فعللى هذا التقدير لا فرق بين قوله {وقهم السيئات} وبين ما تقدم من قوله {وقهم عذاب الجحيم} وحينئذ يلزم التكرار الخالي عن الفائدة وإنه لا يجوز، قلنا بل التفاوت حاصل من وجهين الأول: أن يكون قوله {وقهم عذاب الجحيم} دعاء مذكور للأصول وقوله {وقهم السيئات} دعاء مذكورا للفروع الثاني: أن يكون قوله {وقهم عذاب الجحيم} مقصورا على إزالة الجحيم وقوله {وقهم السيئات} يتناول عذاب الجحيم وعذاب موقف القيامة وعذاب الحساب والسؤال. والقول الثاني: في تفسير {وقهم السيئات} هو أن الملائكة طلبوا إزالة عذاب النار بقولهم {وقهم عذاب الجحيم} وطلبوا إيصال ثواب الجنة إليهم بقولهم {وأدخلهم جنات عدن} ثم طلبوا بعد ذلك أن يصونهم اللّه تعالى في الدنيا عن العقائد الفاسدة والأعمال الفاسدة، وهو المراد بقولهم {وقهم السيئات} ثم قالوا {ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته} يعني ومن تق السيئات في الدنيا فقد رحمته في يوم القيامة، ثم قالوا {وذالك هو الفوز العظيم} حيث وجدوا بأعمال منقطعة نعيما، وبأعمال حقيرة ملكا لا تصل العقول إلى كنه جلالته. |
﴿ ٩ ﴾